الملح في موريتانيا القيصرية و نوميديا. مصادره؟ استخداماته؟
تواتية عمراوي
هذا هو الملخص الأول للمناطق الوسطى من المغرب العربي (الجزائر) و الذي يظهر الدور الرئيسي الذي لعبه الملح محلياً و كجزء من شبكات تجارية أوسع، و على مدى فترة طويلة من الزمن . اعتمدت هذه الدراسة على مصادر قديمة وحديثة - جغرافية ومعدنية و إثنوغرافية - و تستخدم البيانات الأثرية التي أهمل تحليلها في السابق عن استغلال الملح واستخداماته في العصور القديمة في كل من موريتانيا القيصرية و نوميديا. إن إعادة التقييم هذه تكشف عن مدى توفر الموارد المحلية: حيث كان الملح وفيراً، ويمكن الوصول إليه بسهولة، و يسهل حصاده من البحيرات المالحة أو صخور الملح .
إن البقايا الأثرية التي يتم العثور عليها و بشكل منهجي بالقرب من مكامن الملح الموجودة داخل منطقة المقاطعة الرومانية أو على أطرافها، تؤكد أن السكان استخدموا هذه الموارد المحلية لاحتياجاتهم اليومية. وتظهر الدراسات الإثنوغرافية أن السكان أو القبائل العابرة كانوا - ولا يزالون - قادرين على الاستفادة من الملح المحلي كجزء من تجارتهم مع الشمال والجنوب . تشير أدلة العصور الوسطى إلى أن الملح الصخري من جبل ملح الوطاية (بسكرة) والملح من سبخة آرزيو كان يتم تصديرهما عن طريق البر و من ثم البحر، حيث يصدر الأول لتونس و الثاني لدول أوروبية مجاورة، ولا يوجد ما يتعارض مع حقيقة أن هذا النوع من الشبكات وغيرها كانت موجود بالفعل في العصور القديمة.